لقد شهد قطاع الإنتاج الزراعي باستخدام البيوت المحمية تطورا كبير في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة. فالظروف المناخية في المملكة تتسم بوجود فصل صيف طويل شديد الحرارة وندرة الموارد المائية. كذلك، تمثل الزراعة المحمية ضرورة لا غني عنها لإنتاج المحاصيل الزراعية الأساسية بصفة مستمرة طيلة السنة. الزراعة في البيوت المحمية من شأنها تحسين كفاءة استخدام المياه و زيادة معدلات الإنتاج في وحدة المساحة. هذا بالإضافة إلى أنها تعمل على حماية المحاصيل من الظروف المناخية السائدة وتكثيف المحاصيل المستدام.
تنتشر في المملكة مجموعة واسعة من تقنيات البيوت المحمية، بدأ من البيوت الأصلية حيث أقل درجات التحكم بالعوامل المناخية (أنظمة تدفئة وفتحات التهوية)، والبيوت المحمية عالية التقنية حيث تتوفر أدوات تقنية متطورة للتحكم بالعوامل المناخية، والتي تتضمن أنظمة تدفئة قوية معقدة، وأنظمة التبريد بالتبخير من خلال المراوح، ومرواح سحب الهواء، وفتحات التهوية في السقف، وستائر التظليل والتدفئة، والإضاءة الاصطناعية، وحساسات الإضاءة والتحكم باستخدام الحاسوب.
علاوة على ذلك، فإن تصاميم البيوت المحمية الحديثة ذات الميزانيات الاستثمارية الكبيرة في مستوى ارتفاع جدرانها، ومساحتها وكفاءة أنظمة تبريد وتهوية تتطلب رش كمية قليلة جدا من المبيدات الحشرية التقليدية. وهذا النوع من البيوت المحمية يوفر إنتاج عالي الجودة، ومحاصيل صحية ومعدلات إنتاجية أفضل. على الجانب الآخر، فإنها تضمن تحسين نسبة التكاليف إلى الفوائد من الاستثمار وتتيح إنتاج المحاصيل في ظل ظروف مواتية للبيئة.
وكما هو معلوم، الزراعة باستخدام البيوت المحمية في ظل الظروف المناخية الحارة، كما هو الحال في المملكة، تتطلب تصميما خاصا للبيوت المحمية مع استخدام أجهزة التحكم بالعوامل المناخية داخلها. لذا، حتى يتم تزويد المزارعين والمستثمرين بالمعلومات والمعرفة اللازمة بالبيوت المحمية الحديثة وسبل الإدارة الجيدة لها، سوف يركز مركز استدامة على المجالات البحثية التالية، مع عرض تفاصيل وفوائد تطبيق تقنيات البيوت المحمية واستخدام الطاقة، والحرارة، والرطوبة النسبية، والتحكم بالإضاءة، وتصميم البيوت المحمية والمواد المصنوع منها الأغطية المختلفة، ومصادر الضوء الاصطناعي، ومعدل غاز ثاني أكسيد الكربون وأنظمة التبريد.